Thursday, April 01, 2010


مثليون مغاربة يصدرون أول مجلة مثلية





في سابقة هي من النوادر عربيا، أصدر مثليون مغاربة مجلة إلكترونية تحمل إسم "مثلي"، مما يعد خطوة نوعية ضمن محاولات هذه المجموعة لانتزاع اعتراف بهويتها الجنسية داخل مجتمع عربي يبدي رفضا عاما لوجودها.

إصدار المجلة الإلكترونية، المتوافرة أيضا في نسخ ورقية لدى ممثلي مجموعة يطلق عليها "كيفكيف"، المتحدثة باسم المثليين المغاربة ثنائيي ومتحولي الهوية الجنسية، جاء في أعقاب تصريحات إعلامية متكررة لبعض ناشطي المجموعة في ما يشبه جس نبض الرأي العام المغربي تجاه خروج ظاهرة المثلية الى العلن.

وجاء في العدد الأول لمجلة "مثلي"، الذي يحتوي على مواضيع ومستجدات حول الهوية الجنسية والجندرية بالمغرب والعالم العربي، أن المنشور الجديد يهدف الى فتح "مجال يعبر من خلاله المثليات والمثليون وثنائيو ومتحولو الجنس عن ذاتهم ووجودهم المتناسي والمغيب من المجتمع الرسمي."

ويضيف مصدرو المجلة، أن مثليي الجنس "مجموعة تتعايش في اكثر المناطق اضطرابا في العالم من الناحية السياسية والاجتماعية"، معتبرين أن القيمة العليا تكمن في التعبير عن النفس، مهما كانت الوسيلة، وأن الخوف يأتي من الجهل وعدم المعرفة، ولذلك فإن "رُهاب المثلية هو نتيجة عدم الفهم."

ولم تتوان مجموعة مثليي المغرب، التي تأسست عام 2004 باسبانيا حيث تتمركز أغلب قياداتها، عن توجيه سهامها لحزب العدالة والتنمية الاسلامي، الذي تتهمه المجموعة بالعداء البين للظاهرة المثلية.

وأشتمل العدد الأول على تعليق من قبل زعيم الحركة سمير بركاشي، مدير تحرير المجلة في افتتاحية العدد، على موقف نائب الأمين العام للحزب الاسلامي، الرافض لاستضافة الفنان العالمي إلتون جون ضمن فعاليات مهرجان موسيقي دولي بالرباط.

فقال بركاشي، الذي سبق وأن أدلى بحوارات صحفية مثيرة للجدل لعدد من وسائل الاعلام المغربية: " إنني أشعر بالقيء وأنا أقرأ مثل هذا الشطح في المواقف، فعوض أن يعبر عن موقفه تجاه المغني كان عليه إن كان شجاعا أن يشجب تنظيم هذا المهرجان. أليس في اعتقادهم أن المهرجانات الموسيقية تشجع على الرذيلة والفسوق والانحرافات الأخلاقية المتنوعة؟ أليس هذا المهرجان مضيعة للمال وإلهاء للعباد…؟.

وأضاف مدير التحرير في إشارة الى مواقف الحزب الاسلامي: "إن أهم ما بلغه الفكر الإنساني، والحركات الحقوقية في العالم هو إعادة الاعتبار للإنسان ككائن واع حر ومسؤول، حر في تدبير ما يتعلق به كذات واعية وعارفة بمكنوناتها وطموحاتها، ومسؤول عن سلوكات وتصرفات هذه الذات عندما تنخرط مع المجموع والمشترك، وواع بشروط هذا الانخراط وشروط أن يكون إنسانا."

وتساءل: "فكيف لمثل هؤلاء، بعد كل هذه المسيرة التي قطعها الإنسان ليعيد الاعتبار لإنسانيته التي سقاها من دمه، يريدون تلطيخ كل تلك الأنوار بعتمة ظلامهم الدامس؟"

وتقدم مجموعة مثليي المغرب نفسها كمجموعة تناضل من أجل "مواجهة الوصم والتمييز اللاحق بنا بسبب ميولنا الجنسية ومحاولة الدمج بين هويتنا الجنسية وأسس حضارتنا وهويتنا المغربية. نعمل من خلال المجموعة على تشجيع التدعيم الذاتي، توفير المعلومات، تصحيح المفاهيم، وخلق حيز آمن للمشاركة والتفاعل بيننا كمواطنين مغاربة ذوي ميول جنسي آخر."

Tuesday, March 30, 2010

ريكي مارتن: "أنا مثلي وفخور بنفسي"




وأخيرا، وبعد فترة من تجنب الحديث في هذا الموضوع، أعلن مغني البوب، ريكي مارتن، أنه مثلي، وليس فقط، بل و"فخور" بأنه كذلك.

وذكر مارتن على موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت: "أشعر بالفخر للقول بأنني مزدوج الميول الجنسية."

وكان ريكي مارتن قد رفض الحديث عن حياته الجنسية خلال عدة لقاءات، من أبرزها المقابلة التي أجرتها الإعلامية الأمريكية باربرا والترز قبل عقد من الزمان.

Wednesday, March 24, 2010

المثلية الجنسية أكبر محرمات كرة القدم



أصبحت المجتمعات الأوروبية تتقبل المثليين جنسيا في مجالات سياسية واجتماعية عدة، غير أن الأمر يختلف تماما في عالم كرة القدم، حيث ما يزال الاعتراف بالمثلية الجنسية من المحرمات التي يصعب كسرها
خطت البلدان الأوروبية خطوات كبيرة نحو تكريس الحقوق المدنية لفئة المثليين وحمايتهم من العنف والتمييز، وكان من ثمار ذلك أن أصبح المجتمع الغربي يتقبلهم دون أحكم مسبقة على العموم، وهو ما انعكس على المثليين أنفسهم، إذ أصبحوا يكشفون بصراحة عن ميولهم الجنسية دون خشية من تبعات الكشف على المستويين الشخصي أو المهني. ولعل وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله وعمدة مدينة برلين كلاوس فوفرايت أفضل مثالين على ذلك. وإذا كان المجال السياسي يتميز بليبرالية في التعامل مع فئة المثليين والمثليات جنسيا، فإنه لا مجال في عالم كرة القدم للمثليين حتى الآن.

صورة نمطية للاعب كرة القدم

من المؤكد أن كرة القدم رياضة رجالية بامتياز، تحكمها القوة البدنية والقدرة على السيطرة والإطاحة بالمنافس. وعليه يسود الاعتقاد بأنه لا مكان على الملعب لشخص "رهيف الإحساس"، كما يتم نعت المثليين في الخطاب الشعبي. فالكرة بحاجة لـ "رجل صرف"، يبرز عضلاته لحسم مصير الكرة، ولا يندر أن يقوم بفاول ضد منافسه، وقد يشتم ويصرخ، كل ذلك مقبول، بل ومطلوب. ولكي تكتمل الصورة الذكورية النمطية، من الأفضل أن يقوم اللاعب باصطحاب زوجته إلى الملعب على غرار النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام، أو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وفي هذا السياق كان لـ "رودي اسوار" مدير أعمال نادي شالكه السابق موقفا لا يترك مجالا للشك. وجاء ذلك في حوار خص به صحيفة بيلد الصفراء حين قال "على المثليين اعتزال كرة القدم". ورأي رودي أسوار هذا، لا يمثل استثناءا في أوساط كرة القدم الألمانية، بل هو القاعدة. ووفقا لنسبة المثليين التي تصل إلى حوالي 15 بالمائة من مجموع سكان ألمانيا، فإن على كل نادي كرة قدم للمحترفين أن يضم بين صفوفه لاعبا واحدا على الأقل من المثليين جنسيا.

خوف من الإبعاد والإهابة

وإذا كانت لغة الأرقام لا تستثني وجود مثليين في أندية دوري المحترفين، إلا أنه لم يكشف رسميا عن وجود أي منهم فيها، لاسيما في أندية الدرجة الأولى، رغم أنه يتم الحديث عن هذا اللاعب أو ذاك وراء الكواليس. لكن اللاعبين المعنيين يلتزمون الصمت المطبق، لأنهم يخشون من أن تنتهي مسيرتهم الكروية عند هذا الحد، كونه لا يوجد أندية تترك أبوابها مفتوحة أمام لاعبين كشفوا عن حقيقة ميولهم الجنسية المثلية بشكل علني. كما أن اللاعبين يخشون الإهانة والتمييز من قبل زملاءهم، ومن قبل الجمهور. وحول ذلك أوضحت د. تاتينا إيغلينغ أستاذة علم الاجتماع والباحثة في موضوع مثليي الجنس من لاعبي كرة القدم، في حوار مع مجلة "دار شبيغل" الأسبوعية، أن اللاعب المثلي المحترف الذي يريد الكشف علنا عن شذوذه الجنسي" بحاجة إلى جرعة هائلة من الثقة في النفس لمواجهة تبعات ذلك" بما فيها "أنه لن يستطيع النوم أو الأكل أو المشاركة في التدريبات" فور الكشف عن ذلك.

قصة تجاستين فاشانو

كان المهاجم الانكليزي السابق تجاستين فاشانو، اللاعب الوحيد الذي كشف علنا على أنه مثلي. وكان ذلك في عام 1990، إلا أنه وبعد ثماني سنوات أقدم على الانتحار، لأنه لم يتحمل الضغوط التي مورست عليه من قبل الصحافة، وكذا إهانات الجمهور المتكررة. ورغم أن موته فجر نقاشا واسعا في الأوساط الرياضية حول اللاعبين المثليين؛ حث في خضمه وزير الرياضة البريطاني آنذاك اللاعبين المثليين عن الكشف عن ميولهم ومواجهة الأحكام المسبقة، إلا أن ذلك الجدل سرعان ما انطفأ فتيله وطويت صفحة فاشانو ومعها صفحة المثليين جنسيا داخل الملاعب.


ازدواجية المعايير

تؤكد الباحثة الاجتماعية تاتينا إيغلينغ أن اللاعبين المثليين "يعانون من ضغوطات جمة، لأنهم لا يستطيعون الإفصاح عن حقيقتهم". بل ويتعمدون "سلوكا عنيفا على الملعب" كي يظهروا مثل اللاعبين الآخرين، كما أنهم يستعينون بخدمات السيدات اللواتي يرافقن رجال الأعمال وغيرهم إلى الاحتفالات العامة. كل هذه الأمور تدل حسب إيغيلينغ على ازدواجية المعايير التي تميز حياة وشخصية هؤلاء اللاعبين ومحاولاتهم "اليائسة لإخفاء جانب من شخصيتهم". وقد يتسبب ذلك في حدوث أزمات نفسية أو تردي مستوى أداءهم على الملعب، كما حدث مع نجم هامبورغ السابق هاينس بوم، الذي تحول إلى مدمن للكحول، وانتهى الأمر بأن عُثر عليه مقتولا في شقته عام 1991. وتؤكد الباحثة الاجتماعية أن وضع لاعبي دوري الدرجة الأولى أكثر حرجا من زملاءهم في دوري الدرجتين الثانية والثالثة، كون الاهتمام الإعلامي مسلط عليهم بشكل أكبر، وبالتالي "يصعب عليهم التوفيق بين شخصيتهم الحقيقية والمصطنعة".



Sunday, March 21, 2010

هولندا ترفض تحميل المثليين بجيشها وزر مذبحة سربرينيتشا

هاجمت الحكومة الهولندية الجنرال الأمريكي المتقاعد جون شيهان، بسبب شهادته الأخيرة أمام الكونغرس الأمريكي، التي حمل فيها وجود جنود مثليين بالجيش الهولندي مسؤولية الإبادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون في مدينة سريبرينتشا البوسنية عام 1995. وقال وزير الخارجية الهولندي المؤقت، ماكسيم فرهاخن، على صفحته بموقع "تويتر" إن هذه أكثر التصريحات "هي الأكثر غرابة حول سريبرينتشا،" مشيراً إلى أن الباعث الأساسي خلف صدورها يتمثل في النقاشات الداخلية الجارية في الولايات المتحدة حول المثلية داخل الجيش."

أما وزير الدفاع أيمرت فان ميديلكوب، فكتب على تويتر قائلاً إن التصريح :"مشين وغير لائق بالجنود،" بينما نقل الراديو الهولندي بياناً نفى فيه الجنرال هينك فان دن بريمان، قائد الأركان الهولندي السابق، أن يكون قد أدلى بمواقف مماثلة على مسامع شيهان، واصفاً تصريحات الأخيرة بأنها "محض هراء."وكان شيهان، القائد الأعلى السابق لحلف الأطلسي، قد قال إنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 "اعتقدت دول مثل بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وغيرها، بصورة راسخة أنه لم تعد هناك حاجة لوجود قدرات قتالية لجيوشها."جاء ذلك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول سياسة "لا تسأل لا تقل"، الذي يحتم على عناصر الجيش الأمريكي من المثليين بعدم البوح عن ميولهم بصورة علنية. وقال شيهان: "نتيجة لذلك، أعلنوا عن خطة سلمية وبذلوا جهودا لجعل جيوشهم اجتماعية.. وتضمن ذلك تحرير الجيوش بما في ذلك الانفتاح على المثلية الجنسية علنا وإظهارها في سلسلة من الأنشطة، مع التركيز على عمليات حفظ السلام لأنهم لا يعتقدون أن الألمان سيهاجمونهم مرة أخرى أو أن السوفيت سيعودون." وأضاف أن هذا الأمر أدى إلى بروز جيوش غير معدة بصورة جيدة لخوض حروب. وقال: "إن المثال الذي أشير إليه هو ما حدث عندما طولبت القوات الهولندية بالدفاع عن سربرينيتشا ضد القوات الصربية، وكانت الكتيبة الهولندية تخضع لقيادة ضعيفة، فجاء الصرب إلى البلدة وقاموا بتقييد الجنود بأعمدة الهاتف واقتادوا المسلمين إلى خارج البلدة وقتلوهم."

وأضاف: "كانت تلك أكبر مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية."وعندما سئل عما إذا أبلغه قادة الجيش الهولندي بأن أداء أفراد الكتيبة الهولندية مرتبط بجنود من المثليين، قال شيهان: "نعم.. لقد أشاروا إلى ذلك كجزء من المشكلة."وكان شيهان يشير إلى المجزرة التي وقعت في 11 يوليو/تموز عام 1995، عندما اجتاحت القوات الصربية المناطق الآمنة التابعة للقوات الدولية في بلدة سربرينيتشا، وقاموا بعمليات قتل منهجية للرجال والفتيان وطرد بقية المسلمين من البلدة.وقتل خلال هذه العمليات حوالي 8000 مسلم بوسني.وأوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد أن الضابط الهولندي الذي أبلغه بذلك هو هانكمان بيرمان، الذي كان يتولى منصب رئيس هيئة أركان الجيش، والذي عزله البرلمان لعدم عثورهم على شخص آخر يحملونه المسؤولية.ولم تتمكن السفارة الهولندية من التعرف على شخص يحمل هذا الاسم في هذا المنصب، غير أنه عرف أن جنرالاً سابقاً في الجيش الهولندي كان يحمل اسم "هينك فان دن بريمن"،

وفي بيان لاحق لجلسة الاستماع، قال السيناتور كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "لقد كان ما حدث في سربرينيتشا مجزرة بل ضمير"، ولكن لا يمكن عزوها إلى وجود المثليين في الجيش الهولندي.وقال:"لا أعرف عن أي مؤرخ أو معلق نسب مثل هذا الإخفاق العظيم في حماية المدنيين في سربرينيتشا إلى سياسة الهولنديين بخدمة المثليين بصورة علنية في الجيش.. والجيش الأمريكي يخدم جنباً إلى جنب مع الهولنديين في أفغانستان دون أي صعوبة تذكر. وأيدت السفيرة الهولندية في واشنطن، ريني جونز-بوس، تصريح السيناتور ليفين، وقال إنها تفتخر بوجود السحاقيات والمثليين بصورة علنية في جيشه حيث يخدمون بتميز منذ عقود، كما يخدمون في مواقع العمليات العسكرية، مثل أفغانستان في الوقت الحالي

Thursday, March 11, 2010

مثليون على الهامش .. الحصار المجتمعي يدفعهم للهجرة

كتب عدنان أبو زيد : تضع محاكمة المثلي الملقب ب"حمدان برتش" في الإمارات في آذار 2010 ، أكثر من علامة استفهام حول استفحال ظاهرة " المثليين " التي بدأت تتشكل في المجتمعات العربية، كجزء من نسيجها الاجتماعي الذي يتسم بالمحافظة ، لتفتح كوة في جدار التابوات الاجتماعية العربية التي أمكن اختراقها في السنوات الأخيرة مع انتشار الانترنت ، وتطور وسائل الميديا . وكان "حمدان برتش" قد اتهم بالفجور و مجاهرته بالشذوذ، وهتك العرض بالرضى، وحيازة و توزيع وعرض رسوم و أفلام مخالفة للآداب العامة، والتنكر في زي امرأة والدخول إلى مكان خاص بالنساء، والإساءة إلى الشعائر الدينية، وفق صحيفة" الإمارات اليوم". وكان حمدان ألقي القبض عليه حين كان يهم بمغادرة الإمارات عبر مطار دبي، برفقة شخص لممارسة المثلية في الخارج. وفي العراق ولبنان ومصر وتونس والمغرب ودول خليجية ، تنسل مجاميع عن النسق الاجتماعي العام ، مشكلة حالات متميزة بتصرفاتها واهتماماتها وأسلوب عيشها وغالبا ما يصنفها المجتمع على أنها " شواذ " تمثل خطرا على الأعراف الدينية والاجتماعية العربية ولابد من عزلها ومحاربتها ، أو على الأقل حصرها في كانتونات لا يتأثر بها المجتمع .

ديدي .. الهروب الى مجتمع آخر

و "ديدي" مثلي عراقي حصل على اللجوء في هولندا بعد سنين من النزاع القانوني حول أحقيته في البقاء في هولندا ، ورغم أن سيماء وجهه تدل بوضوح على حقيقة ما يدعيه ، لكنه تمكن بصعوبة من إقناع الهولنديين بالحقيقة .
وبحسب "ديدي" فان سبب ذلك يعود إلى أن هناك شبابا عربا يدعون الأمر نفسه ما خلق إرباكا لدى المسؤولين ، بسبب شكوك راودتهم حول مدى صدق ذلك .
و"ديدي" تمكن من الإفلات من العصابات المسلحة في بغداد بعد اتهامه بالمثلية ، وحقيقة الأمر كما يدعي انه ليس شاذا بل لأنه يتمتع بصفات أنثوية وجمال ، ما جعل الآخرين يصنفونه في خانة "المثليين" لكنه يعترف انه كان يحب التشبه بالنساء ولديه ميول أنثوية ، ويحب معاشرة النساء .ويعيش "ديدي" الآن في مدينة هيلموند في الجنوب الهولندي ، بعد مصاحبته فتاة شقراء لديها ميول مثلية أبدت تفهما لمشكلته ، كما أبدت عجابا بالصفات الأنثوية التي يتمتع بها ، لكنه تفاجأ أنها عرضت عليه الزواج وهو الآن يفكر في الأمر . يقول "ديدي" .. الحرية التي يتمتع بها في هولندا ، جعلته يفكر في تأسيس جمعية "خيرية" تساعد الجنس الثالث في العراق والدول العربية ، حيث تدرس لجنة هولندية في المدينة جدوى مشروعه ، لكنه يقر أن نسبة نجاحه ضئيلة .

مثليون عرب

وفي اغلب الدول العربية تتواتر أخبار عن مثليين، لهم نشاطات تستقطب الرأي العام والخاص على حد سواء . وبينما يجد "ديدي" حريته في هولندا ، فإن العرب تنظر إلى المثليين باحتقار، و يوصف من يتشبه بالنساء بأنه مخنث مؤنث، ومثلي يتوجب عزله ومعالجته. ومنذ ذلك ما صرح به أحمد الموصلي من أن مدينة الموصل في العراق التي شهدت أعمال قتل ل " متشبهين بالنساء " مؤكدا أنه " لو لي عليهم سلطان لأحرقتهم أمام العالم " .غير أن البعض يربط تنامي ظاهرة " المثليين بالابتعاد عن الله والدين مثل قول قادر بن علي وهو مغربي يعيش في بلجيكا .. محللا الظاهرة كنتاج للحياة المترفة وغياب الوازع الديني والأخلاقي وكذا تغاضي "السلطان" عن الأمر ، كون الانحلال يحقق له التوازن في مملكته ويرضي به زبانية الغرب بحسب قادر .لكن الباحث الاجتماعي أحمد الجبوري يورد في بحث له أن المخنثين ظاهرة اجتماعية لها أسبابها ، التشريحية و التحليلية والجسمانية والوظيفية التي تقف وراء تلك الصفات ، ما يوجب مساعدتهم وإتاحة إمكانية الاندماج لهم في المجتمع بدلا من عزلهم ، كأناس منبوذين .

أخبار استثنائية

وما زال الإعلام العربي يصف أخبار المثليين او الجنس الثالث على أنها أخبار استثنائية تورد ضمن الأخبار الطريفة أو في الصفحات الخاصة بالمحاكم أو الجرائم في حين أنها ظاهرة اجتماعية شأنها شأن الظواهر السياسية والاقتصادية . ومن ذلك الطريقة التي نشرت بها الصحف المصرية والعربية خبر "سالي عبد الله" أشهر امرأة في مصر(أو أشهر رجل تحول إلى امرأة) ، وهي طريقة تهكمية استهزائية ، أتاحت لأصحاب الرأي الآخر من الإدلاء بدلوهم بطريقة سلبية ، بينما لم يتحدث صاحب الشأن حول قضيته إلا بالنز اليسير . ولم يتسن لسالي إبداء رأيها في حقيقة ما يحدث .



و"سالي" طالبة حصلت على حكم قضائي بإعادة قيدها بكلية "الطب بنات" مع إصرار الجامعة على عدم قبولها، حيث كانت الجامعة قد اتخذت قرارًا بفصله أيام كان رجلا من كلية "الطب بنين" في جامعة الأزهر،على خلفية التحول الجنسي الذي تم في الثمانينات من القرن الماضي.
لكن الدكتور عز الدين الصاوي نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات ، قال إن المشكلة ليس في تحول "سالي" من ذكر إلى أنثى لكن لسلوكها المشين الذي يمس سمعة طالبات الجامعة. ويتحدث شاب له تجربة مريرة في وصف " الشذوذ " الذي يرفضه بقوة ، أنه عانى الأمرين بسبب بنيته الجسمانية " الناعمة " وجمال وجهه ، وضخامة مؤخرته ، حتى وصف من قبل آخرين ب"البنت الدلوعة" ، لكنه قال انه لم يرتكب في حياته "أثما" لكن الأقاويل روت عنه قصصا ليس لها أساس في الواقع .ويروي الشاب قصص "مخنثين " يمقتهم البعض في النهار ، ويرغبون بهم في الليل لتمضية سهرة ممتعة وليالي حمراء لكن بصورة سرية وخلف الأبواب المغلقة ، وما يعني ذلك من " أزدواج سلوكي" ونفاق أجتماعي في التعامل معهم .

أما ( س. م ) وهي من الجنس الثالث، فقالت في رسالة إلكترونية بعثتها إلى كاتب المقال، إن رجالاً يرغبون في مضاجعتها على الرغم من امتلاكها أعضاءً ذكورية، وإن أحد الرجال قال إنه يفضلها على زوجته. وقد أرسلت صورتها إلى كاتب المقال، بغية عرض مشكلتها أمام أصحاب الشأن. وتفكر (س. م ) بالهجرة إلى أوروبا، فلا مفر من ذلك لأن المجتمع يعتبرها إمراة شاذة وليس لديها حقوق.
وتضيف: "إن طلبات العهر والدعارة هو السبيل الوحيد للعيش بعد أن حاصرنا المجتمع".ولعل من مظاهر تنامي ظاهرة بدت محاصرة في عواصم المدن العربية لكن ذلك لم يحل دون استفحالها ، ما تقدمت به مجموعة من الأشخاص إلى مديرية تنمية عمان الغربية في جبل الحسين في الأردن عام 2009، بطلب إنشاء جمعية متخصصة بحقوق المثليين .وجاء في الطلب أن الهدف من إنشاء الجمعية هو الدفاع عن حقوق المثليين. وكانت المجموعة استكملت الشروط المطلوبة للحصول على الترخيص اللازم، خاصة أنهم مواطنون، غير منقوصي الحقوق أو الواجبات، ومن حقهم ممارسة ما يرغبون .

حقوق المخنثين

وفي بلد إسلامي مثل باكستان ، حذرت الأخصائية الاجتماعية الدكتورة فرزانه باري من استمرار نسيان "عالم المثليين" في الحياة الاجتماعية في باكستان، وإيجاد الحلول لانتشالهم من عالمهم المنسي. وبحسب الشيخ سيف الدين (عالم الدين الباكستاني) فإن للمخنثين كامل الحقوق في المجتمع الإسلامي، وعليهم كل الواجبات، فالمثلي (بالمفهوم الشرعي) يُغسل ويُصلى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين.و"خير" مخنث عراقي يقول .. لا يمكن لنا الزواج ، لكننا نتطلع لحياة آمنة خالية من التهكم والاستهزاء . ويعاني "خير" بحسب قوله من التحرش والاستهزاء به أينما حل .أما باسم .. وهو مخنث من مدينة بابل ، فيعترف أن ميولا أنثوية تجري في عرقه ، وقال انه فشل في التصرف ك " ذكر " لكنه يؤكد انه لم يلجأ الى المثلية الجنسية رغم محاولة الآخرين التعرض له .


لكن المحيطين بباسم يؤكدون انه مثلي، وانه يمارس اللواط مقابل النقود . ويقول باسم إن فحوصا أجريت له أثبتت امتلاكه صفات أنثوية وذكرية في آن واحد. وتلمح في الشارع العراقي ثلاث مجموعات ، الأولى هي "الجراوي" وهي تسمية تطلق على المثليين. والمجموعة الأخرى هي "الشيالة" وهي مجموعة تبحث عن المخنثين لكي تصطادهم. والمجموعة الأخرى تتربص بالمثليين لتقنعهم بممارسة جنسية، وهذه المجموعة تسمى " صفاكة " أو "فرخجية ".

ملامح الرجولة

وتروي ندى حمدي إنها فسخت عقد الخطوبة من شاب لأنه يتصرف معها بأنوثة طاغية وميعة شديدة، ولا تبدو في طباعه ملامح شهامة ورجولة، حين دعاها يوما إلى قضاء سهرة في سهرة صديق، وهو أمر يرفضه مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي. ويقلد "بلسم" آخر الصرعات في عالم الأزياء وأحدث قصات الشعر العالمية. ويرفض "بلسم" الربط بين المثليين والمخنثين، وبحسب قوله فان المخنثين لهم قيمهم وهي بعيدة عن المثلية الجنسية.
ويقول "بلسم" إن الفتيان من نوعه يحبون الجمال ويقلدون النساء لأنهن جميلات. لكن عذراء ترى أن مقاييس المجتمع متفاوتة بشان هؤلاء وهي لا ترى ضيرا في الأمر إذا كان هؤلاء لا يسببون الضرر وان الأهم من كل ذلك المحافظة على قيم الحرية.

والشاب حلمي يرى أن المجتمع يضيق الخناق عليه لأنه جميل، وقال تأتيني رسائل تهديد، ليس من المتشددين فقط بل من رجال يريدون اصطحابه إلى السهرات. ويطيل حلمي شعر رأسه ويزيل الشعر من وجهه وجسمه، كما يضع مبيضات الوجه على وجنتيه ويرتدي قمصانا ضيقة جدا وبناطيل لا تصل إلى وسط الجسم. ويفكر حلمي بالسفر خارج العراق.

و محمد عبد علي وهو حلاق يرفض السماح لهؤلاء المثليين أو المتشبهين بالنساء بالدخول إلى دكانه لان ذلك يسبب له مشاكل مع متطرفين. ويرتدي مثليو الأردن آخر صرعات الموضة, ويتزينون ويضعون المكياج بشكل مثير . و يفسر الأمر بحسب باحثين اجتماعيين كمحاولة للفت الانتباه وتغطية الشعور بالنقص . وينظم مثليو مصر حفلات رقص ومجون في شقق لا تجلب الأنظار في الكثير من مدن مصر .وفي المغرب ، يقول مثلي يلقب بـ "حميدي" ويقيم في بلجيكا منذ سنة إن المثليين يفضلون معاشرة الأجانب ممن يفدون للسياحة ، بغية الكسب المادي ولتجنب افتضاح أمرهم ، أو ربما ينسقون معهم لغرض اصطحابهم معهم إلى أوروبا، كما فعل هو حيث وصل الى بروكسل بصحبة رجل بلجيكي .

سياحة جنسية


ويقول حمدي إن صديقا له مثلي تزوج رجلا فرنسيا وهو على وشك السفر معه . وأضاف .. كثيرون ممن يفدون إلى المغرب لأغراض السياحة ، يسعون إلى الجنس الثالث ويبحثون عن الفتيان بوتيرة بحثهم نفسها عن الشابات الجميلات . ويروي حمدي أنه منذ كان صغيرا كان الرقص والتمايل سمة مميزة في شخصيتي ، لكني كنت بعيدا عن المثلية والمجون عدا حبي للموسيقى والرقص .

وفي منتديات ومواقع الانترنت الكثيرة يجد بعض المثليين متنفسا لهم ، لفهم ذواتهم بعد غياب ملحوظ للعلاج النفسي ومراكز البحوث لمساعدة هؤلاء في فهم أكثر لأنفسهم . ومن ذلك مخنث لم يذكر اسمه طلب المساعدة عبر نداء على الشبكة العنكبونية يقول فيه "..أرجو ممن له استطاعة أن يخبرني هل أنا مخنث أم لا لأنني أعاني منذ كان عمري 10 سنوات ولم أكن اعرف ما هي المثلية وفعل ابن عمي بي ، وما زلت حتى الآن أمارس ذلك دون علم احد وأحب الأولاد لكن لي ميل شديد تجاه المرأة. وسؤالي هل أستطيع ان أتزوج وأنجب اولادا ، فانا أخاف أن أتزوج و لا ارضي زوجتي ".
وكمثل هذه الحالة تجد المئات من الأشخاص ممن لم يجدوا ضالتهم في مساعدة نفسية واجتماعية ، ليظل الكبت والحرمان والخوف من المجتمع هو الحالة السائدة التي تقذف بهؤلاء إلى هامش مجتمعي ضيق .

Saturday, March 06, 2010

لاعبو "إكس بوكس" المثليين يظهرون هوياتهم


سان فرانسيسكو: اتخذت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية خطوة جريئة يوم الجمعة بسماحها لأعضاء خدمة "إكس بوكس" لمشاركة ألعاب الفيديو على الإنترنت بإظهار هوياتهم الجنسية من خلال أسمائهم المستعارة وملفاتهم الشخصية.

وذكر موقع "بي سي ورلد" المتخصص في مجال التقنية أن الشركة كانت تعتبر كلمات مثل مثلي ومثلية ومتحول جنسياً ومخنث وطبيعي غير مقبولة، خشية أن يستخدمها اللاعبون استخداماً مهيناً.

ونقل الموقع عن مارك وايتن مدير "إكس بوكس لايف" قوله إن بعض التعبيرات السابقة لم تكن متاحة لمنع استخدامها كإساءات أو افتراءات، مضيفاً أن عملاء الموقع أفادوا بأنه من غير المقصود حظر جزء من مجتمع الخدمة، في حين تأصل روح هذا النهج.

يذكر أن أعضاء "إكس بوكس لايف" وصل إلى ما يزيد عن 35 مليون شخص، منذ إنطلاقها في 2003 بهدف منح الفرصة أمام مالكي مشغل ألعاب الفيديو "إكس بوكس" للتمتع بالألعاب الجماعية مع أصدقائهم عبر الإنترنت.

Friday, March 05, 2010

هل يستطيع اللاعب المثلي الكشف عن نفسه؟

يقول العديد من المتابعين والمهتمين بكرة القدم إنه حان الوقت الآن لمعالجة حالات المثلية الجنسية في الملاعب وفي غرف تغيير الملابس.غريام لوسو أكد أنه كان يخشى الذهاب إلى النادي مع زملاءه، ويصبح متوتراً بحلول وقت التدريب ويشعر بالمرض.

وذكر الظهير السابق لمنتخب انجلترا وتشلسي في سيرته الذاتية: "كنت مثل الطفل الذي يخاف من الذهاب إلى المدرسة بسبب مضايقة زملاءه له والاستهزاء به".

ولمدة 14 عاماً تحمل لوسو اهانات الجميع من زملاءه في الفريق أو لاعبين آخرين مثل روبي فاولر، مهاجم ليفربول السابق، الذي انحنى أمامه وأشار إلى ظهره خلال مباراة كان الآلاف من المشجعين يرددون كلاماً بذيئاً. والظهير الأيسر المهذب كان أول لاعب انجليزي يتحدث عن المثلية الجنسية، على رغم أنه لم يكن مثلياً.

معاناة لوسو كانت لمجرد أنه يولي اهتماماً خاصاً في مجال الفنون وقراءة الصحف، وليس جزءاً من ثقافة طبقة فتيان الحانات. وكانت صدمته مفجعة إلى درجة أنه فكر في الاعتزال.

ولكن الأسوأ بكثير من ذلك كانت تلك السنوات التي كان يعانيها جوستين فاشنيو، اللاعب الانكليزي المحترف الوحيد الذي كشف صراحة عن مثليته، من سوء المعاملة، الذي قادته إلى الانتحار في عام 1998.

وبعدما أصبح أول لاعب بريطاني أسود يتم شراؤه بمليون جنيه استرليني، بدأت الحياة المهنية لفاشنيو بالانحدار سريعاً تحت إدارة المدرب بريان كلاف في نوتنغهام فورست، وواجهه بعد سماعه شائعات أن اللاعب يزور حانات المثليين. وفي وقت لاحق كتب كلاف في سيرته الذاتية: "سألت فاشنيو أين تذهب إذا كنت ترغب برغيف الخبز؟ اعتقد إلى الخباز. أين تذهب إذا كنت تريد لحم الظأن؟ إلى القصاب... إذاً لماذا أنت ذاهب إلى حانات المثليين البذيئة؟".

"الحملة جوستين"، تحمل هذا الاسم تكريماً له، هي مجرد واحدة من مجموعات التنوع ومنظمات حقوق مثليي الجنس التي عبرت عن "قلقها البالغ" مؤخراً عندما ألغى اتحاد كرة القدم الانكليزي على عجل البدء في تصوير فيلم يهدف إلى مواجهة المثلية الجنسية. وكان قد أفيد في وقت سابق أن الاتحاد قد كافح للتعاقد مع لاعبين كبار لدعم الفيلم، أما الآن فإنه يود اجراء المزيد من المشاورات بشأن اللهجة القاسية لرجل يظهر في الفيديو وهو يستغل زميلاً له في العمل ويسخر منه بإهانات ضد مثليي الجنس قبل القيام بالشيء نفسه في مباراة لكرة القدم. وربما سوف لن يتم انتاجه أبداً في صيغته الحالية.

وبينما يتردد مديرو الكرة الانكليزية، فإن المثلية الجنسية مستمرة وصامدة في كرة القدم الحديثة. وقد تكون الملاعب مليئة بالمثليين أكثر من أي وقت مضى، ولكن مازالت تتردد أصداء الهتافات المضادة والهجومية لمثليي الجنس، وأيضاً على نطاق واسع في غرف تغيير الملابس.

وقائمة الأبطال الرياضيين مثليي الجنس الذين كشفوا عن أنفسهم في كل انحاء العالم قصيرة، وتشمل أسماء لاعب كرة السلة جون أمانشي ودونال أوكوساك المعروف في لعبة القذف الايرلندية والغطاس الفائز بالميدالية الأولمبية الذهبية ماثيو ميتشام. وفي بريطانيا على الأخص هناك نايجل أوينز الحكم الويلزي الدولي في الرغبي، وغاريث توماس الويلزي الذي شارك في أكثر مباريات منتخب بريطانيا في اللعبة ذاتها والكابتن السابق لها الذي اعترف بميوله الجنسية في كانون الثاني الماضي.

وهناك حوالي 4 آلاف لاعب كرة محترف في انكلترا وويلز، ولكن أحدهم لم يعترف بأنه مثلي الجنس. وفيما أكد بول اليوت، اللاعب السابق في تشلسي وسلتيك الذي يعمل حالياً مع حملة التنوع في كرة القدم "اطردوه خارجاً"، أن هناك ما لا يقل عن 12 لاعباً في الدوري الممتاز مثليين. وسبق للإعلامي المعروف ماكس كليفورد أن كشف، بعدما أعلن توماس عن ميوله الجنسية، أنه نصح اثنين من كبار النجوم في الدوري الممتاز بالحفاظ على سرية حياتهم الجنسية، لأن كرة القدم "الغارقة في المثلية الجنسية مازالت باقية في العصور المظلمة".

ومن جانبها، اتخذت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين بمشورة أمانشي حول كيفية التعامل مع الاساءة لمثليي الجنس في اللعبة، إذ قال غوردون تايلور، الرئيس التنفيذي لها: "ليست هناك غاية في الدوران حول الموضوع، فكرة القدم هي عالم ذكوري، ولكن حتى ذلك الحين كانت القوات المسلحة كذلك، ولكنها تغيرت الآن".

فعلى من يقع اللوم لعمليات القمع والتحيز والكبت التي تخيم على كرة القدم؟

المشجعون المسيئون؟ الخوف من المثليين في الفرق؟ أو "القمصان المحشوة" في اتحاد الكرة الانكليزي والأندية الكبرى التي ليست لديها فكرة عن العالم الحديث؟

وسبق لبن جيفري سمرسكيل، الرئيس التنفيذي لـ"ستونوال" (منظمة تطالب المساواة لمثليي الجنس)، أن وصف كرة القدم بأنها "مؤسسة مثليي الجنس". وقال إن اتحاد الكرة يقف بشكل كبير خلف أماكن عمل أخرى في التصدي للمشكلة. وأضاف: "ان اتحاد الكرة يفكر على مستوى كبار المسؤولين، وحتى وقت قريب فإنه لم يعترف بأن هناك مشكلة خطيرة".

ووفقاً لمنظمة ستونوال، فإن معالجة حال مثليي الجنس في المهن المحافظة تقليدياً مثل الأعمال المصرفية والاستثمارية والقوات المسلحة أفضل بشكل ملحوظ من كرة القدم. وذكرت: "انه من المثير للسخرية أن العمل التي نقوم به مع القوات المسلحة هو أكثر تقدماً مما يحدث في كرة القدم، حيث يتم ارسال مثليي الجنس والسحاقيات علناً للعمل مع هذه القوات، ولكن لا يمكن ارسال لاعباً واحداً مثليّ إلى نهائيات كأس العالم هذا الصيف. إن القادة والجنرالات في القوات المسلحة يفهمون أن أداء الأشخاص يكون أفضل عندما يدركون أنه لا توجد مضايقات ضدهم في العمل. إنهم يشعرون براحة أكبر ويكونون أكثر انتاجية، وهذا سيكون جيداً بالنسبة إلى كرة القدم المحترفين في نهاية المطاف عندما يكون اللاعبين المثليين مكشوفين".

وليس مثل لوسو، تم ممازحة بات نيفين، الاسكتلندي الدولي السابق، من قبل زملاءه في غرفة تغيير الملابس لذوقه المقصور على أشياء معينة، عندما قال: "كنت مهتماُ بالمسرح والفنون وهكذا حصلت على: يبدو أنك مثليي الجنس، فضحكت وقلت أنا لست واحداً منهم، وأنا لا اهتم إذا كنتم تعتقدون ذلك".

خلال مشواره مع ايفرتون وتشلسي، كان نيفيل يشارك عن كثب في أول حملات لمكافحة العنصرية في كرة القدم. ولكن ربما من المدهش أنه قال إنه شعر بشكل مختلف قليلاً عن المثليي الجنس في كرة القدم، وأنه يؤمن بأن كرة القدم العالمية ستقبل بسرعة هؤلاء اللاعبين. وفي الحقيقة: "ليست هناك عقبات لإعلان عن أنفسهم، انه مجرد حدث متروك لهم للكشف عن حياتهم الجنسية".

ويعتقد نيفين بأن كرة القدم قد ظلمت في الواقع مثليي الجنس على رغم أن هناك بالفعل عدد قليل جداً من اللاعبين المثليين جنسياً. على رغم أنه أكد أنه لم يتعرف على أحد منهم أبداً. وعلى خلاف الرياضيين في الألعاب الرياضية الاخرى الذين يكشفون عن أنفسهم، فإن كرة القدم تتعرض للهجوم العنيف في بعض الأمور، مع أنها لا تستحق هذا الهجوم. فإذا كشف اللاعب عن ميوله الجنسية وتم طرده من لعبته المفضلة، فيجب أن ينطبق هذا على كرة القدم أيضاً.

ويعتقد سمرسكيل بأن هناك عدداً من لاعبي الكرة الكبار هم مثليي الجنس. وفي موقف مماثل لغاريث توماس، حيث كان ميوله معروفاً ومقبولاً من المقربين منه بعدما كشف سره أمام المدربين وزملاءه الكبار في منتخب ويلز قبل ثلاث سنوات، إلا أنه لم يكن مكاناً سهلاً للكشف عن مثليته.

وقال سمرسكيل: "لقد تحدثنا مع لاعبي الكرة المحترفين الذين لديهم ميولاً جنسية في غرف تغيير الملابس، وهذا لا يحدث فقط فَرقاً في ما إذا كشف عنه، بل كيف سيلعب أيضاً".

ويؤمن الإعلامي كليفورد بأنه من غير المحتمل أن يكشف نجوم الكرة عن ميولهم في المستقبل القريب. ولكن إذا فعلوا ذلك، فإنهم سيكونون من الراسخين ومحنكين مع حياة مهنية طويلة خلف ظهورهم حيث ما قد يخسرونه سيكون شيئاً قليلاً. أما سمرسكيل فأكد أنه سيتفاجأ إذا لم يرَ علناً لاعب كرة القدم مثلي الجنس في غضون عقد من الزمان. ولكنه لا يعتقد بأن لدى اللاعبين الكبار "التزام أخلاقي" للكشف عن مثليتهم، حتى لو كان هذا من شأنه أن يساعد بلا شك الآلاف من الشباب الآخرين – ولاعبي الكرة – الذين يتصارعون مع حياتهم الجنسية. إنه يفضل التأكيد على المزايا الايجابية بهدوء – الشخصية والمهنية على حد سواء – وهذا ما تم الإعلان عنه بصراحة على نطاق واسع من مثليي الجنس النجوم مثل توماس وبطلة التنس السابقة الاسطورة مارتينا نافراتيلوفا.

واعترف توماس، الذي كشف عن مثليته عند قرب نهاية حياته المهنية أنه "لم يكن أبداً إعلان الكشف عن ميولي الجنسية من دون ترسيخ نفسي أولاً وكسب احترام اللاعبين". ولكن بعد ذلك تحدث عن "الاستجابة المذهلة" التي تلقاها.

أما في رابطة كرة القدم للمحترفين، مخاوف تايلور هي المثال المأساوي لفاشنيو الذي مازال يلوح في الافق عند أعداد كبيرة من اللاعبين المحترفين. ولكن هناك الكثير من الحالات المشجعة عند أبطال رياضيين الذين يكشفون عن حياتهم الجنسية من المحن الكبيرة. فنجم الدوري الاسترالي للرغبي ايان روبرتس كان اللاعب الأول في القارة الذي كشف عن ميوله الجنسية في عام 1995، مؤكداً أنه "كان عملاً شجاعاً في رياضة مفتولة العضلات". وعندما اعتزل بعد ثلاث سنوات استدرك قائلاً: "كان رد الجمهور عندما كشفت عن ميولي هو تسليط الأضواء على ما قمت به من انجازات في رياضتي المفضلة فقط